سيكبر أنفي إذا قلت نسيتها

كُتب هذا الديوان الشعري بأسلوبٍ بديع ونَفَسٍ مشبعٍ بالإحساس، موجَّه إلى كل عاشقٍ تائه يحمل في صدره قلبًا متصدّعًا. قصائد تنقلنا إلى اللحظات الأولى من الصدمة والفقد، إلى تلك اللحظة الموجعة التي تنفرط فيها علاقةُ حب، فتبدأ رحلة الانهيار العاطفي، حيث يتجسّد الشوق، ويُثقل الغياب، ويتمدّد الفراغ، وتتراكم الأحزان، ويطلّ اليأس من بين السطور، بكلّ ما فيها من صدقٍ عارٍ ووجعٍ ناعم.

تُنسَج فصول هذا الديوان بخيوطٍ دقيقة من الحنين والألم، كأنّها تلتقط في ليلةٍ واحدة بلا نوم ما تراكم من وجعٍ على امتداد سنواتٍ من الانتظار والخيبة. هو عن العجز أمام الخسارة، عن ذاك الاشتياق الذي لم يَخِبْ رغم مرور الوقت، عن الحنين غير المتبادل الذي ظلّ معلقًا في الزوايا الخفيّة من القلب، لا يلين ولا يندثر.

إنه سفرٌ من الانكسار إلى التعافي، من هاوية الألم إلى فسحة الشفاء، ذلك الشفاء الذي لا يبدو ممكنًا إلا حين نكتب جراحنا، ونُفرغ وجعنا على الورق، ونحرّر قلوبنا من أعباء الذاكرة التي تمنعنا من الحب من جديد.

كلّ قصيدة في هذا الديوان تقف وحدها، نابضةً بإحساسها، قادرة على لمس شيءٍ في داخل كلّ منّا: حزن يومٍ ماطر، أو نوستالجيا لحنٍ قديم، أو ذكرياتٍ توقظها رائحة مكانٍ بعينه، أو دفء حبٍّ لا يُنسى... حبٍّ لامرأةٍ قلّصت كلّ أحلامك إلى لقاءٍ أخير على فنجان قهوة، وجمعت مخاوفك كلّها في خوفٍ واحد: أن يطول أنف بينوكيو في كل مرةٍ تكذب فيها بشأن نسيانها.